إن المقدرة على التحكم في دورة تكاثر بعض أنواع الأسماك تعتبر ذات أهمية بالغة في نجاح استزراع الأسماك.
تحفيز التبويض المتحكم عليه يمكن مستزرعي الأسماك من الحصول على بيض الأسماك وصغارها (الزريعة) وفقا للحاجة إليها. بعض أنواع الأســـماك لا تطرح بيضها طبيعياَ عند إبقائها تحت ظروف مســـيطر عليها، كتربيتـها في الأقفاص العائمة والأحواض الأسمنتية أو الترابية، عليه يكون تحفيزها صناعيــاَ من الضروريات.
تضع معظم الأسماك بيضها عند درجة الحرارة الملائمة، وتطرح الأمشاج المذكرة عندما تكون الظروف الخارجية ملائمة لحياتها وبقائها.
تتحكم كل من فترة الإضاءة اليومية ودرجة الحرارة في تبويض الأسماك، وعلى الرغم من ذلك فإن النضج الجنسي للمناسل يمتد عادة لعدة شهور خلالها تطرح الأمشاج المتكونة خلال فترة قصيرة من التطور. لذلك فإن الإلماح البيئي الخارجي هو المسئول عن بدء النضج الجنسي وعمليات التكاثر.
تنتج الهرمونات الأولية بواسطة الغدة النخامية (Hypothalamus pituitary)والتناسلية، ومن خلال فهم عمليات تكون الهرمونات، يمكن التحكم في دورة تكاثر الأسماك. إن اتحاد التغييرات البيئية الداخلية والخارجية للأسماك يسبب جزءاً من الدماغ يسمى (Hypothalamus) والذي يفرز ببتيداَ صغيراَ يعرف بالهرمون.
هذا الببتيد يمر خلال الغدة النخامية ليحفزها على إفراز هرمون يسمى القونادوتروبك(Gonadotropic) في الأوعية الدموية والتي تلتصق بمواقع الاستقبال في المناسل ويبدأ في تحفيز كل التغييرات التركيبيـــــــة ذات العلاقة بالخصي والمبايض (حسب جنس السمكة). في الذكور، فإن الهرمونات الذكرية الأندروجين Androgenالتي تفرز هي التستوستيرون (Testosterone) و11-كيتوتستوستيرون (11-Ketotestosterone), بينما في الإناث هناك نوعان هما ستروجين (Estrogen) وبروجستاجين(Progestagen).
استخدمت عدة طرق لتحفيز الأسماك لطرح البيض خاصة تلك التي تربى تحت ظروف مسيطر عليها كالأسماك المستزرعة، ويرجع تاريخ هذه الطرق المستخدمة لأكثر من 50 عاما.
طريقة مستخلص الغدة النخامية المعروف باسم (Globally) هو الأكثر استخداماَ وشيوعا في عملية تحفيز الأسماك لطرح البيض. هذه الطريقة أحياناَ تسمى (Hypophysation) وتتطلب استخدام مادة الغدة النخامية من الأسماك المناسبة والقادرة على منحها. في أحيان قليلة تستخدم نفس نوعية الأسماك أو الأسماك المشابهة لها لاستخلاص مادة التحفيز، ويعتبر مستخلص الغدة النخامية لأسماك الكارب (CPE) و مستخلص الغدة النخامية لأسماك السالمون (SPE) هما الأكثر استخداما من الناحية التجارية وقد حققا نجاحاَ كبيراَ في عدة أنواع من الأسماك.
يستخدم (CPE) لأسماك المياه الدافئة ويستخدم (SPE) لأسماك المياه الباردة، كما يمكن استخدامهما في المناطق العذبة. تجفف هذه المستخلصات في الأستون وتحفظ في شكل باودر ولكنها تختلف في فاعليتها وقدرتها نتيجة لاختلاف النضج الجنسي للأسماك التي أخذت منها.
شيء آخر هو أن طريقة (Hypophysation) تعتبر فعالة فقط عند استخدامها مع أمهات الأسماك ذات النضج الجنسي المكتمل. تتراوح الجرعة من مستخلص الغدة النخامية بين 1-10 ملجم / كجم من وزن السمكة، وقد تقسم الجرعة مرتين يكون الفارق بينهما بين 3-6 ساعات.
تم استخدام هرمون Human Chorionic Gonadotropin hCG بصورة واسعة منذ عام 1930 م، لتحفيز الأسماك لتطرح بيضها ولزيادة حجم السائل المنوي لأنواع مختلفة من الأسماك المستزرعة. تكمن فوائد هذا الهرمون في قلة تكلفته وفعاليته القصوى و تتراوح الجرعة منه لأمهات الأسماك من 50-2000 وحدة عالمية (IU) كجم من وزن السمكة وهذه الجرعة تم وصفها في معظم البحوث والدراسات وقد أثبتت نجاحها.
يعتبر هرمون (hCG) محدود الأثر كما في هرمون مستخلص الغدة النخامية إذا لم يستخدم مع أمهات الأسماك الناضجة جنسياَ وعندها فقط يكون ذا فاعلية قصوى.
في السنوات الأخيرة تم استخدام أنواع أخرى من الهرمون، تسببت في تكوين هرمون (Gonadotropic) المتكون في الغدة النخامية مما حفز وأثار النضج الجنسي للمناسل ثم التبويض.
تحقن أمهات الأسماك بالهرمون بعد تخديرها بكمية من MS-222 tricaine methanesulphonate والذي تتراوح كميته بين 50-100 ملجم/لتر ماء، في وجود بيكربونات الصوديوم و pH=7
تعطى هرمونات التحفيز بواسطة إبرة حقن عادية وفقاَ لحجم الأسماك إما في عضلة الجسم (Intramuscularly) أو تحت الجلد (Internalperitoneally). يكون الحقن في عضلة الجسم في المنطقة بين الزعنفة الظهرية والخط الجانبي للسمكة عند نقطة تلامس التي تصلها حافة الزعنفة الظهرية عند ضغطها على جسم السمكة. وتكون عملية الحقن بوضع مائل للإبرة بحيث لا يتأذى العمود الفقري للسمكة وتكون الإبرة في وضع مواز لجسم السمكة وفي اتجاه مؤخرة رأس السمكة.
بالرغم من حقن الأسماك بالهرمونات، يبقى بعضها دون الوصول لمرحلة النضج الجنسي ويبقى من الضروري توفير فترة الإضاءة والحرارة المنتظمة والكافية خلال موسم التكاثر من السنة، وكذلك يمكن إطالة أو تقصير هذه المواسم بغرض التحكم في فترة تبويض الأسماك في الموسم السنوي. قد تحقن الأسماك بالهرمون في شكل دواء على هيئة بوليمر أو كبسولات كولسترول أو أنابيب سيلاستك، بحيث يتخلل الهرمون نسيج السمكة ولكن بصورة بطيئة جداً ليبقى الأسماك ناضجة لفترات زمنية أطول.
في أغلب الأحيان، فإن أمهات الأسماك التي تحقن بالهرمون لا تطرح بيضها إذا تم ضغط المبايض يدوياَ. بعد تخدير أمهات الأسماك كما تم وصفه أعلاه، لابد من نقلها ووضعها في مياه نقية لإزالة متبقيات مادة التخدير والتي قد تتسبب في تقليل حيوية ونشاط الأمشاج المذكرة وقابلية البيض للبقاء حياَ.
يمكن الحصول على البيض بثلاث طرق هي الطريقة الرطبة والجافة والمعدلة، في الطريقة الأولى يتم ضغط المبايض يدوياَ للحصول على بيوض الأسماك التي تغمر في حوض قليل العمق به ماء ومن ثم توضع الأمشاج المذكرة والتي تنشط لفترة قصيرة، ولهذا السبب تستخدم الطريقة الجافة وفيها يتم ضغط المبايض يدوياَ في حوض خال من الماء ثم تضاف الأمشاج المذكرة ويستخدم الإسفين لضمان تغطية كل البيوض بالأمشاج المذكرة ثم يضاف الماء ، أما الطريقة المعدلة ففيها يتم إضافة الأمشاج المذكرة والماء إلى البيض معاَ في آن واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
daif